وهذا نص الخطاب:
” السيد رئيس الاتحاد الإفريقي، رئيس جمهورية السنغال، أخي وصديقي، صاحب الفخامة ما كي صال،
السادة أصحاب الفخامة، رؤساء الدول والحكومات،
السيد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فقي محمد،
أيتها السيدات والسيادة.
يطيب لي بداية أن أهنئ أخي وصديقي فخامة الرئيس ماكي صال، رئيس جمهورية السنغال على توليه الرئاسة الدورية لاتحادنا الإفريقي.
وإنني لعلى يقين من أن حكمته، وخصاله القيادية المشهودة، وقوة التزامه بكبريات قضايا القارة، ستشكل إضافة نوعية تسهم في رفع التحديات التي تواجهها قارتنا في سبيل تحقيق أهداف أجندة 2063. وأؤكد لفخامته، أن له، في مهامه الجديدة، أن يعول على كامل الدعم، ودائم المؤازرة، من الجمهورية الإسلامية الموريتانية.
كما أتقدم بجزيل الشكر إلى أخي، فخامة الرئيس فيلكس اتشيكسدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية على ما بذله، في وضع عالمي صعب واستثنائي، من جهود مشكورة، خلال توليه رئاسة الاتحاد، دفاعا عن مصالح القارة الإفريقية.
وإنني لأحيي كذلك رئيس المفوضية، صاحب المعالي، موسى فقي محمد، على جهوده المتواصلة في العمل على تنفيذ إصلاح الاتحاد ودفع عجلة التنمية في القارة
كما أنتهز هذه الفرصة لأشكر جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، حكومة وشعبا، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
أيتها السيدات والسادة،
يتأكد من التقرير الذي عرض علينا، والذي أحيي ما اتسم به من دقة ووضوح، أن إسكات السلاح، واستعادة الأمن والاستقرار، أصبحا من ألح الأولويات وأقواها ضرورة بحكم كونهما شرطا في إمكان تأسيس تنمية قارية مستدامة.
ولذا يتعين علينا في الاتحاد الإفريقي، الحرص على تضافر جهود مختلف دولنا وعلى تحسين مستوى التنسيق بين هيئاتنا ومنظمتنا الفاعلة على صعيد حفظ السلام ومكافحة الإرهاب والعنف واستعادة الأمن والاستقرار.
أيتها السيدات أيها السادة
على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها مجموعة دول الساحل الخمس وشركاؤها، والنتائج الملموسة التي تحققت ميدانيا، فإن الوضع الأمني العام في هذه المنطقة لا يزال جد مقلق، فالإرهاب يتمدد، يوما بعد آخر، خارج حدود هذه الدول، مشكلا بذلك خطرا جسيما على القارة بمجملها.
لاشك أن مجموعة دول الساحل الخمس تعاني من نواقص عديدة، و تواجه تحديات متعددة الأبعاد. غير أنها تظل، في هذه المنطقة، الإطار الأكثر ملاءمة لمواجهة الإرهاب، على نحو فعال.
ولذا فإن على الاتحاد الإفريقي اليوم أن يضاعف دعمه لمجموعة دول الساحل الخمس خاصة في ظروف مراحل الانتقال السياسي التي تمر بها بعض دولها والتي قد تساهم في تعميق هشاشة وضعها العام.
إن مجموعة دول الساحل الخمس، تحتاج اليوم، أكثر من أي وقت مضى، المؤازرة من الاتحاد الإفريقي. فليس لنا من سبيل غير الحوار، والتعاون، وتنسيق الجهود، لننتصر، جماعيا، على العنف والإرهاب، ولنؤسس معا، لتنمية قارية شاملة ومستديمة”.