موقع العرية لإخباري
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، استعداده للانخراط في أي مبادرة جادة تهدف إلى إنهاء الحرب في السودان، مؤكدًا رفضه العودة إلى الوضع الذي كان قائمًا قبل اندلاع النزاع مع قوات الدعم السريع.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى الـ69 لاستقلال السودان، شدد البرهان على أن الجيش مستمر في معركته لصالح الشعب، لكنه أكد في الوقت نفسه ضرورة تبني حلول تضمن عودة المواطنين إلى منازلهم بأمان وتحميهم من أي تهديدات مستقبلية.
وأشار البرهان إلى وجود العديد من المبادرات لوقف الحرب، لكنه أكد أن “الطريق واضح، وهو طريق الشعب الذي يرفض العودة إلى الأوضاع السابقة قبل 15 أبريل 2023″، معتبرًا أن عودة ما وصفها بـ”مليشيات القتلة” وداعميهم أمر غير مقبول.
النزاع المستمر وتأثيراته
منذ منتصف أبريل 2023، يشهد السودان صراعًا دمويًا بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أسفر عن آلاف القتلى وملايين النازحين. جاء النزاع بعد تعثر العملية السياسية المرتبطة بـ”الاتفاق الإطاري” الموقع في ديسمبر 2022، والذي كان يهدف إلى إعادة السلطة إلى المدنيين.
تفجرت الخلافات بين البرهان وحميدتي حول جدولة دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو بند رئيسي في الاتفاق الإطاري. ومع استمرار الحرب، تدهورت الأوضاع الإنسانية، حيث يعاني ملايين السودانيين من انعدام الأمن الغذائي، وفقًا لتقارير أممية.
الأوضاع الإنسانية
رغم الانتقادات الدولية، أكد البرهان أن الحكومة تعمل على تلبية احتياجات العمل الإنساني وإيصال المساعدات، مشددًا على أن الأنباء حول وجود مجاعة في البلاد “محض افتراء” تهدف إلى التدخل في الشأن السوداني.
جدير بالذكر أن تقريرًا صادرًا عن لجنة مراجعة المجاعة في ديسمبر الماضي أشار إلى أن نحو 24.6 مليون سوداني يعانون من انعدام الأمن الغذائي، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية التي خلفها النزاع المستمر.
آفاق الحلول
مع استمرار الأزمة، يبدو أن الجهود المبذولة لتحقيق السلام تواجه تحديات كبيرة، في ظل تباين مواقف الأطراف المتنازعة واستمرار الأوضاع الإنسانية المتدهورة في البلاد.
