في إنجاز تاريخي يعكس التقدير الإقليمي والدولي للكفاءات الموريتانية، انتُخب الدكتور سيدي ولد التاه رئيسًا للبنك الإفريقي للتنمية خلال الاجتماعات السنوية للمؤسسة المنعقدة في أبيدجان، عاصمة ساحل العاج.
حصل ولد التاه على دعم واسع، حيث نال 76.18% من الأصوات في الجولة الأخيرة من التصويت، متفوقًا على منافسيه، من بينهم صموئيل مونزيلي مايمبو من زامبيا وأمادو هوت من السنغال.
وسيتولى ولد التاه، الذي شغل سابقًا منصب وزير الاقتصاد والمالية في موريتانيا، مهامه رسميًا في الأول من سبتمبر المقبل، خلفًا للنيجيري أكينوومي أديسينا، ليصبح الرئيس التاسع للبنك منذ تأسيسه قبل ستة عقود.
يأتي انتخابه في وقت يواجه فيه البنك تحديات كبيرة، من بينها تقليص التمويل الأمريكي بمقدار 555 مليون دولار، والحاجة إلى تعبئة موارد مالية ضخمة تُقدّر بأكثر من 400 مليار دولار سنويًا لدعم التحول الهيكلي في القارة.
يُذكر أن الدكتور ولد التاه قاد المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا) منذ عام 2015، حيث أشرف على استثمارات تجاوزت 15 مليار دولار، وركّز على دعم البنية التحتية، وتمويل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز الشراكات العربية-الإفريقية.
ويُتوقع أن يسهم في تعزيز دور البنك الإفريقي للتنمية في تمويل مشاريع البنية التحتية، ودعم التحول الرقمي، والتصدي لتحديات التغير المناخي، من خلال استقطاب موارد جديدة وتوسيع آليات التمويل المبتكرة.
هذا التتويج يُعدّ انتصارًا وطنيًا لموريتانيا، ويعكس نجاح دبلوماسيتها النشطة، والتزام قيادتها بدعم الكفاءات الوطنية في المحافل الدولية.
