حالة من الجدل أثيرت بشأن تطعيم الحوامل بلقاحات كورونا لعدم تضمينهن بالتجارب السريرية أو الدراسات، لكن منظمة الصحة العالمية حسمت الأمر.
وسمحت المنظمة، خلال توصيات مؤقتة أصدرتها بشأن استخدام لقاح أكسفورد/أسترازينيكا، بـ”تلقي الحامل اللقاح إذا كانت فائدة التطعيم تفوق مخاطر المصل المحتملة”.
ونوهت بعدم توفر سوى بيانات قليلة جدا لتقييم سلامة اللقاح أثناء الحمل، مشيرة إلى أن الحمل يعرض النساء لخطر أكبر للإصابة بفيروس كورونا.
لهذا السبب، يمكن تطعيم الحوامل المعرضات لخطر التعرض للفيروس التاجي، مثل العاملات الصحيات أو المصابات بأمراض مصاحبة تزيد من خطر تعرضهن لمرض شديد، بالتشاور مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بهن.
ووفقا للمنظمة، فإنه من المهم “تقديم التطعيم للنساء المرضعات أيضا إذا كن جزءا من مجموعة ذات أولوية للتحصين”.
الدكتور محمد عاصم الليثي، أخصائي أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري، قال إن تأثير لقاحات كورونا على صحة الجنين غير معروفة حتى الآن، ولا توجد أي دراسات أجريت في هذا الشأن أو نشرت نتائجها سواء على الحامل أو الجنين، لأن اللقاحات لم تكمل عدة أشهر.
وأوضح الطبيب الحاصل على الزمالة البريطانية من الكلية الملكية بلندن لـ”العين الإخبارية”، أن من المفترض أن تصاب الحامل عند تطعيمها بلقاح كورونا بالآثار الجانبية المتوقعة لأي لقاح، مثل الهياج الجلدي نتيجة وخز إبرة الحقن، أو وهن أو ضعف عام في الجسم أو صداع مستمر.
ووفقا للطبيب المختص، فإن هناك حوامل يفضل أن يحصلن على لقاح كورونا، وإن كانت أضرار الأمصال على صحتهن وصحة الأجنة غير معروفة حتى الآن.
وأوضح أن الشركات المنتجة للقاحات كورونا أخلت مسؤوليتها بإعلان عدم اختبارها الأمصال على الحوامل، وبالتالي أضرارها على صحة الاثنين غير معروفة بعد.
وعدّد الطبيب المختص حالات الحوامل التي يفضل أن يحصلن على لقاح “كوفيد-19″، موضحا أن على رأس القائمة تأتي السيدات العاملات في المجال الطبي، ثم من تعاني من مشاكل أثناء فترات الحمل، أو اللاتي يعانين من مناعة ضعيفة.
وشرح النقطة الأخيرة باستفاضة قائلا: “قد تعاني بعض السيدات من ضعف المناعة خلال فترة الحمل لسبب ما مثل حصولهن على كيماوي لفترات قبل الحمل، أو أن لديها مشكلة في النخاع الشوكي أو مشاكل مناعية مثل الذئبة الحمراء، أو خضعت لعملية زرع كلى قبل الحمل، أو تعاني من سكر حمل من الدرجة العنيفة أو ارتفاع الضغط أثناء الحمل وهكذا”.
الطبيب المختص اعتبر أن السيدات العاملات اللاتي يضطررن للخروج خلال فترة الحمل لا يفضل حصولهن عن لقاحات كورونا، لكن عليهن اتباع الإجراءات الاحترازية العالمية المعترف بها.
وقال: “من المهم اتباع المحاذير العالمية خاصة خلال آخر 3 أشهر بداية من الأسبوع 28 من الحمل، مع مراعاة شرب كميات كبيرة من الماء طوال اليوم، والمشي يوميا لمدة ربع ساعة في مكان ملائم لجعل الدورة الدموية دائما في حالة من النشاط وتجنب الجلطات”.
بالنسبة لحالة الأجنة اللاتي أصيبت أمهاتهن بفيروس كورونا، قال الليثي: “لم تجر دراسات بصورة كافية على هذا الموضوع حتى الآن، لكن لم يلاحظ حتى الآن أي خطورة على الجنين خلال مراحل النمو”.
وتابع: “الحامل التي تصاب بالفيروس تعامل معاملة أي مريض كورونا عادي، وتأثير (كوفيد-19) على الحوامل يعتمد على مناعة السيدة ومدى اتباعها التعليمات والتزامها ببروتوكول العلاج، وحال التزامها تتخطى المرض بسلاسة، إضافة إلى شرب المياه بكثرة والحركة يوميا”.
تحدث العلماء، مؤخرا، عن لقاحات كورونا المستندة لتقنية “الرنا المرسال” (MRNA) باعتبارها تصلح للنساء الحوامل حتى لو لم تشملهم التجارب السريرية أو الدراسات التي تجرى في هذا الشأن.
ووفقا لما نشره موقع “إنسايدر” الأمريكي، فإن الخبراء يرون أن طريقة صنع اللقاح الأمريكي القائم على تقنية “MRNA” تشير إلى أنه آمن للاستخدام مع الحوامل والمرضعات ولا يؤثر على الأجنة أو حديثي الولادة.
الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء رأت أن من المهم “عدم حجب اللقاحات عن الحوامل في المجموعات ذات الأولوية”، في إشارة إلى العاملين في الرعاية الطبية ودور رعاية المسنين.
ولم يتم اختبار لقاحي موديرنا وفايزر على الحوامل، لأن أولوية الباحثين خلال التجارب السريرية كانت معرفة كيف تعمل الأمصال مع الأصحاء.
منظمة الصحة العالمية عدلت موقفها بشأن تلقيح الحوامل بأمصال كورونا من الرفض إلى إمكانية ذلك، عندما تفوق الفوائد المحتملة أي مخاطر محتملة للأم والطفل.
وقالت اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين (JCVI)، في تقرير جديد: “لا توجد مخاطر معروفة مرتبطة بإعطاء لقاحات غير حية أثناء الحمل، هذه اللقاحات لا يمكن أن تتكاثر، لذلك لا يمكن أن تسبب العدوى للمرأة أو الجنين”.
ورغم أن البيانات الحالية لا تشير إلى وجود أضرار على الحامل أو الجنين، فإنه في الوقت ذاته لا توجد أدلة توصي بالاستخدام الروتيني لأمصال كورونا أثناء الحمل.
موقع: العين الإخبارية