المتأمل في مسيرته المهنية يدرك ذلك ودون عناء……
فمنذ دخوله المجال الدبلوماسي في تسعينيات القرن الماضي أظهر تميزا وإبداعا لا محدود في عمله…..
فأيامه في وزارة الخارجية الموريتانية لا زالت عصية على النسيان بما خلفته من عمل متقن ومدروس.
كانت له نتائج إيجابية على القطاع بشكل خاص والدبلوماسية الموريتانية بشكل عام.
وعند ما احتاجته البلاد لخدمتها من خارج أرض الوطن لبى النداء بسرعة.
وكان في مستوى الحدث وشكل بارقة أمل جديدة في تلك السفاراة التي عمل فيها .
فالرجل عندما قدم إلى إسبانيا أزاح كل العوائق التي كانت جدارا وسدا منيعا في طريق تعزيز العلاقات الموريتانية الإسبانية .
فسدد الديون التي أثقلت كاهل السفارة وجمع شمل الجالية الموريتانية ورسم صورة مضيئة للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
نتج عنها زيادة كبيرة في الوافدين الموريتانيين الجدد إلى المملكة الإسبانية وتطور للعلاقات الثنائية بين البلدين.
وعندما غادر إسبانيا إلى الولايات المتحدة أحدث تغيرا كبيرا في الدبلوماسية الموريتانية في بلاد العم سام وصنع صيتا
دوليا لا يزال موجودا للجمهورية الإسلامية الموريتانية
وعندماقررت السلطات الموريتانية تعينه سفيرا لها في جمهورية العراق رغم صعوبة الوضع الأمني في العراق بشكل عام لم يجبن ولم يتخاذل رغم إدراكه جسامة المهمة وخطورتها .
فالعراق في تلك الفترة تشهد إضرابا أمنيا عنيفا ورغم ذلك حط رحاله في بغداد وبدأ بممارسة مهامه كسفير فوق العادة وكامل السلطات للجمهورية الإسلامية الموريتانية.
وهي مهمة محفوفة بالمخاطر في تلك الفترة لكن سيدات ولد أحمد عيشة رجل المهات الصعبة بامتياز وظل حريصا على أن تكون الجمهورية الإسلامية الموريتانية حاضرة في الذهنية العراقية بإشراق وتميز.
ولم يفوت فرصة للتعريف بها وبثقافتها وتاريخها فقد منحه الله جزالة في الخاطب بلغة القرأن.
أدهشت كل من خالطه من العراقيين حتى أن وزير الخارجية العراقي شهد له بها .
في جمع كبير من السفراء في بغداد حيث قال لهم السفير سيدات أحمد عيشة أبلغكم خطابا وأفصحكم لساننا.
سيدات أحمد عيشة ظل مواصلا في عمله ببغداد رسولا مميزا لموريتانيا.
في ذلك البلد ولم يثنيه عن ذلك الرصاص الحي الذي أطلق على سيارته وكاد يودي بحياته لولا عناية الله .
هذه الحادثة لم ترعبه وزادته ثباة وقناعة بمهمته والإستمرار فيها.
وتمكن بخبرته العالية في المجال الدبلوماسي من إقناع بغداد عاصمة الرشيد بدعم ملف ترشح موريتانيا في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
وعندما أزفت ساعة رحيله عن بغداد حزن الكل على فراقه وكانت لحظات وادعه في بغداد لحظات تاريخية.
السينغال أيضا كان لها نصيب من تألقه الدبلوماسي فقد مثل فيها الجمهورية الإسلامية الموريتانية أحسن تمثيل ،وكان أخا وأبا للجميع هناك والكل شاهد على ذلك.
وفي مدينته العتيقة بوتلميت أثبت أنه أهلا لتلك المكانة التي منحه
الله في قلوب ساكنة أحبته.
لخصال حميدة فيه ويد بيضاء تمتد لهم في غسق اليل وفي لحظات الألم دون ضجيج.
فتجبر كسرهم، وتمسح دمعهم ،وتشبع جائعهم، بعيدا عن الرياء والمباهاة.
وعندما اشدت وطأت الحملة السياسية وكادت القلوب تبلغ الحناجر وخاف الكل الهزيمة.
كان فارس الإنقاذ وبطله الأول و القائد المحنك الذي يتجاوز الأزمات والمشاكل بدبلوماسية فائقة وخلق حسن .
وطلاقة وجه مع أقل مجهود فيتحول الخصم إلى صديق وتفشل خطط الخصوم الكائدين
واليوم قررت السلطات في هذا البلد إرساله إلى القارة الإفريقية هناك نحو جمهورية النيجر.
ليكون قائد الدبلوماسية الموريتانية في ذلك المنكب من القارة السمراء.
وأسندت له مهمة ثقيلة وهي حل مشاكل الجالية الموريتانية
في النيجر، وتشاد، وبنين، والتوغو، وهي مهمة ظهرت علامات نجاحها في الأيام الأولى من قدمه.
حيث استقبلته الجلية الموريتانية في هذه الدول بخطاب ترحيب يعبر عن إدركها للمسيرة الرجل الدبلوماسية .
وقدرته على حل مشاكلها وهو ما سيتحقق لامحالة بإذن الله فسعادة السفير سيدات أحمد عيشة رجل يرسم البسمة أينما نزل
أدامه الله لهذا الوطن ذخرا وفخرا وجزاه خيرا عنه بأحسن جزاء.