تعزية
تلقيت ببالغ الألم و الحسرة نبأ وفاة مفكرنا و كاتبنا و سياسينا العظيم الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل رحمه الله.
لقد كنت معجبا بالمسيرة الفكرية و النضالية للزعيم محمد يحظيه، الذي عاش عاضّاً على قناعاته و مبادئه بالنواجذ، لا تأخذه فيها لومة لائم، و لا تزجره عنها مقالة عاذل، فلم تزده السجون إلا صلابة و لا القمع الفكري إلا قوة عزيمة، كما لم تغرّه المناصب و لا اطّبته الوظائف و لا كان ممن جنحوا للغلول و الانتفاع، و إنما اشتهر بعفافه و نزاهته و غضه الطرف عن المال العام.
لقد فقدت موريتانيا بفقدانه للأستاذ محمد يحظيه، فكرا ثاقباً، و روحاً نضالية وثّابة، و قلما سيّالاً، و سياسياً محنكاً، و فهماً استشرافياً، و وعياً عميقاً بدقائق الواقع السياسي و جلائله.
إنني أعزي كل موريتانيا في هذا الخطب الجلل و المصاب العظيم، و أخص أسرته و أفراد عائلته، و أخوانه في الفكر و الرأي، و كل سياسيي البلاد و مثقفيها، و عسى الله أن يتغمده بالرحمة و الرضوان، و يسكنه أعالي الجنان، و يمنحنا من بعده الصبر و السلوان، إنه ولي ذلك و القادر عليه.
و إنا لله و إنا إليه راجعون
محمد المصطفى ولد الإمام الشافعي