إسرائيل دولة دينية ترى في استئصالنا وطمس هوية مقدساتنا الدينية الضامن الوحيد لأمنها الاستراتيجي.
وفي سبيل ذلك عمدت إلى تحريض أثيوبيا على تشييد سد النهضة ودعمتها بكل الوسائل حتى تميت مصر والسودان رغم التطبيع .
لا يفيد التطبيع ولا الهرولة كلها خدعة، والثور المصري أكل يوم أكل الثور الفلسطيني .
قال الله تعالى : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم.
الحرب بيننا مع إسرائيل حرب دينية وأي تصور غير هذا هو تصور خاطئ مادام النزاع على المقدسات الدينية التي لا يعلم قيمتها إلا من له محرك إيماني.
وبما أن إسرائيل محمية بدروع عقائدية مصطنعة هدفها تمزيق وحدتنا لنتفرق ونقتتل ويقضي بعضنا على بعض قبل أن نصل إلى دروع إسرائيل العسكرية فلابد من رص الصفوف على أسس جديدة.
الدروع العقائدية الحامية لإسرائيل منها ماهو عالمي مثل أديان العصر التي تقدس المادة بدل الإله الواحد الأحد كالماسونية والعلمانية وما في فلكهما من ديمقراطية الرأسمالية وديمقراطية الاشتراكية وغيرهما من النزعات الوافدة على مجتمعاتنا والمخالفة في بعض جوانبها لقواعد ديننا القويم.
ونتذكر هنا فلسفة مشروع القرن التي تقوم على التعويض المادي بدل تقديس المقدسات ،ما يجعله محل رفض من قبل كل من يؤمن بقدسية أرض فلسطين لأن المقدسات ليست للبيع.
أما من ينظر إلى تلك الأرض نظرة مادية فهو المستهدف بهذا المشروع الذي ربما تصور أصحابه أن المادة صارت هي الإله المعبود في المنطقة كما تعبد في أمريكا مثلا.
الأديان المذكورة ومشاريعها ماهي إلا حلقة من حلقات غزو ثقافي شامل داعم لسياسات النظام العالمي الذي اتفقت عليه الحلفاء المنتصرون في الحرب العالمية الثانية حين اصطنعوا اسرائيل لتكون وسيلة ابتزاز لدول المنطقة وآلية لضمان تبعيتها وعدم اعتمادها على قدراتها الذاتية.
والدل العظمى المذكورة تتظاهر من حين لآخر بخلافات مصطنعة لا تتجاوز حدود الحرب الباردة.
والدول الإسلامية لو اعتمدت على قدراتها الذاتية وتخلصت من التبعية لكان لها شأن ولو على مستوى وسائل الحرب غير المصنفة التي برع فيها الآن قطاع غزة وغيره.
وبما أن النظام الدولي سالف الذكر ساخ حتى صار واقعا لابد من التعامل معه،نجد منا من أستسلم وصار يعبر عن الولاء والطاعة لهذا النظام في كل مناسبة وكل حين، ومنا أيضا من رفض هذا النظام رفضا باتا وقامه بردة فعل انتحارية غير واعية تموت بسبب بقية الدروع العقائدية قبل وصولها للعدو ويتم تفجيرها داخليا، ما تسبب في تدمير الأوطان وزيادة سرطان التطرف، ولازلنا ننتظر أمة وسطا لها توازن يمكنها من صنع الاستقلال المفقود وبدأ النهضة المنتظرة.
لو كانت الأمة الإسلامية على قلب رجل واحد كما كانت لما كانت إسرائيل وجود فأحرى أن تفعل بنا ما تفعله اليوم ، لكن الأمة مفككة بل كل دولة منها مفككة وكل مدينة مفككة إلى أن صارت كل عائلة مفككة.
تفكيك مؤسسة العائلة يتم بإنهاء إدارة الأب لتلك المؤسسة، ولك أن تتصور كيف تعيش مؤسسة بلا مدير!!؟
من خلال المسلسلات والإعلام الذي يبث قيم الأديان المادية الجديدة المغطاة بغطاء يسمى حقوق الإنسان تتقلص شيئا فشيئا صلاحيات الآباء خاصة من ذوي الدخل المحدود ولا تبقى لكثيو منهم ولا ية على صناعة قرار الأمهات وبعض الأبناء، ما يهدد بنسف أسس المجتمعات والدول.
وإذا تحطمت المجتمعات والدول لن يبقى كيان ولا نظام، وإنما نكون أكوام من الحيوانات البشرية المستهلكة الهائجة التي تضر التي ولا نفع.
وأشير أخيرا إلى كون الأمة افترقت فرقا منهما الناصرية والبعثية والإخوان والدواعش وغيرهم رغم اتحادهم في الهدف، إلا أنهم اتفقوا أن لا يتفقوا،واتفاقهم على الفرقة والاختلاف يمثل درعا لحماية إسرائيل.
قال الله تعالى : واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
المحامي /محمد سدينا ولد السيخ
Check Also
تعيين أمناء عامين لعدة قطاعات حكومية
أجرى مجلس الوزراء خلال اجتماعه الاسبوعي تعيينات في عدة قطاعات حكومية شملت الأمناء العامين لبعض …