موقع العرية لإخباري
Related Articles
آلفا كوندي الذي حكم عليه نظام سيكو توري بالإعدام غيابيا وطالما لقّب بالمعارض التاريخي؛ يبلغ من العمر اليوم ثلاثة وثمانين صيفا. وقد ترشح ونجح لمأمورية ثالثة عاصفة مرفوضة سبقتها وتخللتها وأعقبتها أعمال عنف واعتقالات ومحاكمات لمعارضين؛ وغير دستور البلاد ليموت وهو رئيس؛ استدعى “ابن عمه” المقدم مامادي دومبيا سنة 2018 في الاحتفال الستين لعيد الاستقلال ليتباهى به أمام ضيوفه وبكتيبته التي صارت لواء و معينا إياه على القوة الخاصة بالجيش وهي اللواء الأكثر تدريبا والأكثر تسليحا في الجيش الغيني ومثّل غينيا في مناورات عسكرية كبرى مع دول غربية وإفريقية.
ثم مالبث أن حاولت وزارة الدفاع تقليم أظافره وأشيع خبر اعتقاله بداية العام الجاري 2021 وحتى في شهر أغسطس الماضي؛ ليوقظ في يوم أحد ماطر ابن عمه الفخور به ويعتقله ويلغي العمل بالدستور ويحل البرلمان والحكومة ويغلق البر والجو ويطلب من بقية عناصر الجيش البقاء في ثكناتهم ومزاولة مهامهم والاستمتاع بالعافية.
اللجنة الوطنية للإصلاح والتنمية هي الهيئة الحاكمة الآن في غينيا؛ وعلامات استفهام تلازمها ، من قبيل هل إن سابقية المقدم دومبيا في الجيش الفرنسي تعتبر رضاعة مع الاستخبارات الفرنسية؟ وهل تنفعه في قيادة مرحلة انتقالية بيضاء تماما كبياض انقلابه ؟
وهل إن ظهور الرئيس كوندي بقميص مفتوح الأزرار العليا وسروال من الجينز وقد ارتخى بارتياح مشوب بالحيرة وبجانبه ضابط شاب يلقبه بصاحب الفخامة ويسأله إن كان تعرض لسوء معاملة من طرف وحدته؛ هو مشهد يخفي خلفه استخلافا معقدا صنعه الداهية كوندي لنفسه ليحول بين شانئيه من سكان غينيا العليا وبين خلافته ؟
وتبقى غينيا أرض الرجال الأشداء طويلي المكث في العرش؛ حيث لم تحرك معظم قادتها سوى الأمراض المزمنة أو الموت؛ وقد تنفعها رتبة مامادي العسكرية السامية في عدم تكرار تجربة الكابيتين داديس السيريالية.
