أشرف معالي وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد امدو، مساء أمس الثلاثاء، رفقة والي آدرار السيد عبد الله ولد محمد محمود، على حفل اختتام النسخة الثالثة عشرة من مهرجان مدائن التراث، الذي احتضنته مدينة شنقيط التاريخية في الفترة ما بين 13 و17 ديسمبر الجاري.
في كلمته بهذه المناسبة، أكد معالي الوزير أن النسخة الحالية تميزت على جميع المستويات، سواء من حيث التنظيم أو الحضور أو المحتوى. وأشاد بالدور المحوري لمدينة شنقيط التي تعد رمزًا تاريخيًا وحضاريًا يعكس أصالة التراث الموريتاني، مشيرًا إلى أن المهرجان كان فرصة لتجسيد الوحدة الوطنية وتعزيز قيم التسامح والمساواة.
رسائل تنموية وثقافية
وأوضح معالي الوزير أن المهرجان حمل رسالة تنموية واضحة من خلال المشاريع التي أطلقتها الحكومة بمدينة شنقيط، والتي بلغت تكلفتها الإجمالية حوالي 4 مليارات أوقية قديمة. وشملت هذه المشاريع تحسين الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، وتطوير البنية التحتية في مجالات الصحة والتعليم، بالإضافة إلى دعم الشباب والتعاونيات النسوية، وإنشاء متاحف ومراكز للتكوين المهني.
وأشار إلى أبرز الإنجازات، مثل تشييد إذاعة شنقيط ومتحفها، وزيادة الطاقة الكهربائية، وبناء مركز للتكوين المهني وبيت للصناعة التقليدية، وإطلاق المجمع التجاري للنساء، وتعبيد الطريق الرابط بين شنقيط وأطار، الذي يُعد مطلبًا تاريخيًا سيتحقق بفضل التزام رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
إثراء المحتوى العلمي والثقافي
تميز المهرجان بإصدار 11 مؤلفًا جديدًا لمؤلفين موريتانيين، وإطلاق عدد خاص من مجلة الثقافة مخصص لمدينة شنقيط وتراثها. كما تم تنظيم 35 محاضرة علمية تناولت مواضيع التراث الثقافي، والتجارة العابرة للصحراء، ودور المدن القديمة في نشر العلم والثقافة.
أنشطة ومسابقات متنوعة
اختتم المهرجان بتوزيع الجوائز على الفائزين في مسابقات متعددة، شملت القرآن الكريم، الحديث النبوي، السيرة، الرماية التقليدية، سباق الخيل والإبل، والألعاب الشعبية. كما تم تكريم شخصيات بارزة ساهمت في الحفاظ على التراث الثقافي والصناعات التقليدية في المدن القديمة.
ختام يليق بموروث أصيل
أكد معالي الوزير أن مهرجان مدائن التراث هذا العام كان أكثر من مجرد فعالية ثقافية؛ بل شكل لوحة وطنية متكاملة تعكس روح الهوية الموريتانية، وأبرز القيم التي تلهم الأجيال وتؤسس لمستقبل واعد.
حضر حفل الاختتام حاكم مقاطعة شنقيط، وعمدة بلديتها، ورئيس جهة آدرار، وعدد من الشخصيات الرسمية والثقافية.