تعتبر بطاقة الصحفي المهني من أهم الخطوات التي تهدف إلى تنظيم مهنة الصحافة في أي دولة، بما في ذلك في بلادنا. هذه البطاقة ليست مجرد وثيقة تُمنح للمشتغلين في المجال الإعلامي، بل هي أداة مهمة للتمييز بين الصحفيين الحقيقيين والمحتالين الذين يتسلقون المهنة لتحقيق أهداف غير قانونية. وفي وقت تتزايد فيه التحديات في مجال الإعلام وتكثر فيه فوضى الأخبار الزائفة، يصبح من الضروري وجود آلية تمنح الصحفيين فرصة للاحترافية والمصداقية. أهداف بطاقة الصحفي المهني من أبرز الأهداف التي تهدف بطاقة الصحفي المهني إلى تحقيقها هي: 1. تحقيق التمييز بين الصحفيين الحقيقيين والمحتالين: هناك العديد من الأشخاص الذين يتسلقون مهنة الصحافة مستغلين اسم الصحافة لتحقيق أغراض شخصية أو مهنية بعيدة عن الحيادية والمصداقية. هذه البطاقة ستساهم في فرز الصحفيين المحترفين عن هؤلاء الذين لا يملكون الخبرة أو التدريب الكافي. 2. تعزيز مصداقية الإعلام الوطني: يعتبر الإعلام من أكثر الأدوات تأثيرًا في تشكيل الرأي العام وتوجيه مسار المجتمع. ومن هنا، فإن توفير بطاقة صحفي مهني حقيقية يساهم في تعزيز مصداقية الإعلام، وبالتالي تعزيز الثقة بين الصحفيين والمواطنين. 3. حماية الصحفيين: مع ازدياد التهديدات والمخاطر التي قد يتعرض لها الصحفيون أثناء ممارسة عملهم، فإن بطاقة الصحفي المهني تمنحهم الحماية القانونية والحقوق المهنية اللازمة لأداء عملهم بشكل آمن. 4. رفع مستوى المهنة: من خلال جعل الحصول على البطاقة مرهونًا بالمعايير المهنية، ستساهم هذه البطاقة في رفع مستوى الصحافة المحلية، ودفع الصحفيين إلى تحسين مهاراتهم وتطوير أدائهم. كما أنها ستؤدي إلى تعزيز دور الإعلام في خدمة المجتمع وإيجاد بيئة تنافسية تهدف إلى تقديم محتوى ذو جودة عالية. اللجنة الخبراء ودورها في تنفيذ البطاقة لا شك أن نجاح هذا المشروع يتطلب لجنة خبراء متخصصة لضمان أن المعايير الموضوعة في منح هذه البطاقة تُطبّق بشكل دقيق وعادل. قد تم تشكيل لجنة من أسماء كبيرة في المجال الإعلامي، مثل العميد أحمد مصطفى، العميد الشيخ بكاي، ومدير موقع الأخبار، والصحفي الهيب الشيخ سيداتي. من خلال خبراتهم الطويلة ومصداقيتهم في المجال، سيتمكنون من وضع أسس وضوابط محددة للحصول على بطاقة الصحفي المهني. هذه اللجنة من شأنها أن تحرص على مراجعة الأوراق والوثائق المتعلقة بالصحفيين، والتأكد من قدرتهم على التفاعل مع المتغيرات الإعلامية الحديثة، وهو ما سيساهم في تحسين الصورة الإعلامية بشكل عام. التحديات والتوقعات على الرغم من أهمية هذه الخطوة، إلا أنها تواجه تحديات عدة. أولًا، لابد من تهيئة بيئة قانونية تتماشى مع تطور وسائل الإعلام الرقمية، التي أصبح تأثيرها أكبر من الإعلام التقليدي. ثانيًا، يجب ضمان أن المعايير المقررة للبطاقة تظل عادلة وموضوعية، وألا يتم استخدامها لتحقيق أهداف سياسية أو شخصية. لكن، من المؤكد أن هذه البطاقة ستساهم في تعزيز المهنة بشكل عام، وستمكن الصحفيين المخلصين من ممارسة عملهم بحرية واحترافية. كذلك، فهي ستمكن المواطن من التمييز بين المعلومات الموثوقة وتلك التي قد تكون مغلوطة أو مشوهة. خاتمة إن بطاقة الصحفي المهني تعتبر خطوة حيوية نحو تطوير الإعلام في بلادنا وضمان تحقيق مبدأ الشفافية والمصداقية. ينبغي على كافة الصحفيين الذين يسعون للحصول على هذه البطاقة الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية التي تضمن لهم مكانًا في هذا المجال الحيوي. وفي النهاية، فإن نجاح هذه الخطوة يتوقف على الجميع، من مسؤولين وصحفيين ومواطنين، في العمل معًا من أجل إعلام يساهم في تقدم الوطن ويرتقي بأفراده نحو الأفضل. المخرج والصحفي / “محمد عبد الرحمن متالي” رئيس جمعية الصحفيين الموريتانيين المحترفين
