زينب. م موريتانية تعيل أسرتها من العمل في المنازل وفي شهر مارس من العام 2020 حين بدأ تسجيل حالات من فيروس كورونا في موريتانيا بدأت معاناتها إذ تقول
” اصبحت سيدة المنزل تغضب لخروجي الى السوق لاقتناء حاجيات اطفالي وبعد فترة قصيرة طلبت مني ان اختار بين حلين احلاهما مر فإما ان اتفرغ للعمل وأسكن معهم داخل البيت بدون أن أزور أبنائي أو أن أترك العمل فهم يخافون أن أكون السبب في نقل الفيروس لهم، ولأني مطلقة وليس لدي من يبقى مع أبنائي اخترت أن اترك العمل. كان خيارا صعبا لكن لم يكن باليد حيلة، أمضيت الشهر الموالي في رحلة البحث عن عمل لكن محاولاتي بائت بالفشل فلم يعد أحد يرغب بعامل جديد خوفا من العدوى”.
تدهورت أوضاع زينب المادية فقررت أن تعمل في غسيل الملابس واتخذتها كمهنة جديدة هي أقل دخلاً من سابقتها لكن كان هذا هو المتاح او ان تتضور جوعاً هي واطفالها.
تسبب الوباء في انتكاسة في المكاسب الاقتصادية التي تحققت للنساء والفتيات خاصة أن هذه المكاسب قد تحققت بشق الأنفس على مدى عشرات السنين، وقد تحتاج المرأة إلى سنوات أخرى لتستعيد ما فقدته، لكن الأمر مرهون بالوقت وسعيها الدائم للمساواة.
زينب ومثلها كثيرات عانين و لازلن يعانين من تبعات كوفيد-١٩ ولازالت تنعكس على احوالهن المادية.
فاطمة .ح 34 سنة مطلقة وام لطفلين توأمين تحكي قصتها:
” في وسط عام 2019 كانت فرحتي لاتوصف بحصولي على عمل كان عمل احلامي، حيث عرضت علي مالكة مدرسة في الحي الذي اسكنه مع امي ان اعمل معها كمربية ومدرسة لاطفال الحضانة ولكن ماكان رائعا حقا هو كوني استطيع ان احضر طفليّ معي. فرحت كثيراً تضيف فاطمة وباشرت العمل في نفس الاسبوع بعد أقل من عام في العمل وبعد ان تحسنت ظروفي واصبحت لدي احلام وطموحات القى الفيروس بظلاله الثقيلة علينا، فاغلقت المدارس وعم الخوف وعدت لمحاولاتي السابقة لايجاد عمل عبثًا فقد كان صعباً قبل الجائحة فكيف به الآن “
حليمة أحمد طالب رئيسة جمعية تعليم وصحة المرأة والطفل (AESFE) قالت إن: ” النساء والفتيات يعانين بوجه خاص من آثار سلبية مضاعفة على الصعيد الاقتصادي، لأن دخلهن أقل بصفة عامة، وادّخارهن أقل، ولأنهن يشغلن وظائف غير آمنة و يعشن في مستويات قريبة من مستوى الفقر.
وتضيف بنت أحمد طالب “كان لوباء كوفيد 19 تأثير مدوي على المساواة بين الجنسين في كل من مكان العمل والمنزل ، مما أدى إلى عكس التقدم المحرز في السنوات الأخيرة. فقد القى الوباء بظلاله على الجميع وترك عواقب اقتصادية كثيرة منها تمثيل المرأة الزائد في القطاع غير الرسمي ، مما يعني أنها لا تستفيد من التامين الصحي او الحماية الاجتماعية او حقوق التقاعد. ضرر النساء العاملات في قطاع الخدمات الذي عانى العبء الكامل لتأثيرات كوفيد 19 ليس اخف من غيره (مضيفات ، موظفات في صناعات التموين و المنسوجات ، العاملات في التجارة، موظفات المبيعات و عاملات التنظيف إلخ) فقد تم تسريح اغلبيتهن بدون حقوق. التعليم ايضاً تاثر اذ تفاقم عدم المساواة بسبب التسرب المدرسي في الطبقات الاجتماعية الدنيا والمناطق الريفية.
اجتماعياً تضررت النساء اللائي كن يعتمدن على معيل نظرًا لأن الرجال تضرروا أيضا من الفيروس ، فإن العديد من النساء وجدن أنفسهن وحيدات بدون دخل ، مما يزيدهن ضعفاً وهشاشة .
كما ازدادت أعباء الرعاية غير المدفوعة الأجر نتيجة لبقاء الأطفال خارج مدارسهم في فترة الاغلاق وزيادة حاجة كبار السن إلى الرعاية، وكون الجهات المعنية بتقديم الخدمات الصحية منهكة .
زد على ذلك أن تأثيرات كوفيد-١٩ لم تنتهي بعد في ظل تسجيل حالات من كورونا المتحور، لذا فالوباء لا يعد تحديا للنظم الصحية فحسب، بل اختبار لروحنا البشرية والعودة إلى طريق البحث عن عالم أكثر مساواة وأكثر قدرة على التكيف مع الأزمات يجب ان يكون هدف الجميع الآن.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JHR/JDH – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.